قراءة في سورة الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)

صدق الله العظيم

تبرز لنا سورة الإخلاص مفهوم الشرك بنوعيه: شرك التجسيد وشرك الثبات.

شرك التجسيد:

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ = الله واحد وغيره متعدد ومن لا يأمن بصفة الأحاديّة لله وحده فقد أشرك وقد أشار تعالى إلى شرك التجسيد في قوله “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا” (النساء 48).

شرك الثبات: 

اللَّهُ الصَّمَدُ = الله ثابت وغيره متغيّر متطور ومن ينكر صفة الثبات لله وحده فقد أشرك كما جاء في قوله تعالى “وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا(الكهف 38).

والثبات على مبدأ الآبائية هو أيضا شرك كما جاء في قوله تعالى وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ(الزخرف 23).

وقد أكّد تعالى على أنّ صفة الأحاديّة وصفة الثبات له وحده في قوله “وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ“.