الحنيفيّة

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (الروم 30)

يعرّف معجم مقاييس اللغة فعل حنف بـ : الميلُ والإعوجاج و الحنيفيّة في كتاب الله هي صفة التغيّر والتحرّك  في التفكير والتشريع والتقاليد والعادات داخل حدود لا يمكن تجاوزها (interval) وفي ظلّ ثوابت لا تخضع للتّحوّل ولا تخرج عنها المتغيّرات.

أوّل من إكتشف الحنيفية أو مبدأ التغيير هو سيدنا إبراهيم في قوله تعالى: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام 79) أي أنّ كل شيء متحرّك متغيّر في مجاله ما عدا اللّه فهو الثابت وغيره متغيّر كما جاء في سورة الإخلاص “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4). لذا فإن الأحادية للّه وحده عزّ وجلّ ودونه تعدّدي متغيّر وأيّ أحاديّة في أي مجتمع هي ضدّ الحنيفيّة لأنها ضدّ الفطرة وفرضها لا يمكن أن يتمّ إلاّ بالإكراه.